شاهد عيان يروى حكاية عقاب جماعى راح صحيته 140 ألف إنسان فى دقائق !! تخيل ما قاله


مازلت إلى الآن الحادثة الاكبر والاكثر تأثيراً فى نفوس الملايين من حيث الدمار والخراب الذى عم مساحات ضخمة هى القاء القنبلة النووية على كل من مدينيتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتان بنهاية الحرب العالمية الثانية التى راح ضحيتها فى اقل من ساعة واحدة مائة واربعون الف نسمة ضحايا لاكبر حادث تدميرى عرفته البشرية على ظهر الكرة الارضية ومن العجيب بالامر انه على الرغم من مررو تسعة وستون عاما على ذكرى تلك الحادثة الا ان هناك شاهد عيان مازل على قيد الحياة الى الان هو السيد "ماساكى تانابيه" هو مؤلف ومخرج سينمائى يابانى شهير وله علاقته الدولية بحسب طبيعة عمله وقد اخرج فيلما فيلماً تسجيلياً تحت اسم عنوان " خسارة غير معترف بهارسالة من هيروشيما " يروى خلاله ما تعرضت له المدينة من دمار شامل على لسان الناجين من القنبلة ويقول السيد ماساكى تانابيه " ما جعلنى على قيد الحياة اليوم أننى يوم إلقاء القنبلة كنت خارج المدينة أنا وجدتى ثم عدت بعد يومين وكانت المأساة حيث شاهدت المكان وقد أصبح جحيما كما رأيت الأهالى وقد تحولوا لأشباح ممزقة وبعضهم كان لا يزال على قيد الحياة فى صورة مخيفة ثم اتجهت لمكان منزلنا فلم أجد سوى الحطام وأكوام من الرماد وهكذا فقدت أبى وأمى وأختى الصغيرة ولكننى لم أيأس وكنت وقتها طفلا صغيرا وظننت أننى من الممكن أن أجد أسرتى تحت الرماد فأخذت أنبش وأحفر بيدى وكانت النتيجة أننى تعرضت لمخاطر الإشعاع فأصبت بحمى شديدة وتساقط شعر رأسى وكدت أتعرض للشلل ولكن من حسن حظى أن أحد أقاربى من الناجين كان طبيباً فتولى رعايتى حتى استطعت أن أقف على قدمى مرة أخرى .. كانت المدينة قبل القنبلة تتسم بالهدوء والجمال والنظام والحضارة وكان أهلها ناس طيبين وكان يتوسطها مركز تجارى كبير يسمى القبة وهو المكان الذى سقطت فى القنبلة على وجه التحديد ، وكان أغلب الناس بسطاء يجدون طعام يومهم بصعوبة



 ولم يكن يتصور أحد أن تحدث هذه الكارثة التى كان موعدها فى تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم 8 أغسطس عام 1945 ، وفى هذا الصباح كانت الشمس تشرق كعادتها فى طقس بديع ولم يكن بالمدينة فى ذلك الوقت سوى النساء والأطفال الرضع أما الرجال والصبية فقد خرجوا جميعا لمساعدة الجيش ولذلك فإن أغلب ضحايا هيروشيما هم من هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم ، كانت السيدات فى ذلك الصباح يمارسن عملهن اليومى فى غسيل الملابس وتحضير الطعام أما الأطفال الصغار فكانوا يلهون ويلعبون فى الشوارع الهادئة وسط الأشجار .. فى هذا الجو الإنسانى سقطت القنبلة وسقط هؤلاء جميعا فى الجحيم دون أى مقدمات ، لقد كانت درجة الحرارة تصل إلى 5 آلاف درجة مئوية ولكم أن تتخيلوا أن فرن صهر الحديد درجة حرارته لا تتعدى ألف ونصف درجة يعنى النار فى هيروشيما صهرت كل شىء حتى أنها لم تبقى على عظام الضحايا وإن كان تبقى القليل ممن كانوا بعيدين عن مركز الانفجار .. أصبح الجو كئيبا فى هيروشيما فكل شىء تلوث وتصاعدت السحب السوداء والزرقاء ثم سقط المطر من السماء ليغسل آثار هذه الجريمة وكانت المياه تسقط من السماء ملوثة فمن يشرب منها يتعرض للموت السريع .. هكذا عاشت هيروشيما المأساة التى تفوق تصور البشر فهى أكبر كارثة يتعرض لها البشر فى التاريخ .. إن ما رأيته بعيناى وما سمعته بأذنى وما لمسته بيدى وما شممته بأنفى كل ذلك يعجز لسانى عن وصفه .. كان تعداد سكان هيروشيما قبل هذا الحادث يتجاوز 340 ألف نسمة وبعد الكارثة أصبحوا مائتى ألف فقط ولا تزال آثار الكارثة باقية حيث لا تزال الأجيال المتتالية تدفع ثمنها . كل ذلك جعلنى أسأل نفسى لما كل هذا الدمار وما السبب الذى يدفع الانسان إلى استخدام مثل تلك القنبلة التى تحصد الآلاف من الأرواح وهل الإنسان عديم الاحساس إلى هذه الدرجة وكانت الإجابة التى توصلت إليها بعد كل هذه السنوات أن الحرب تدفع الإنسان إلى الجنون ولذلك فإن السلام يجب أن يعم البشر جميعا وهذه رسالتى سأظل أنقلها طيلة حياتى .

0 تعليق:

إرسال تعليق

Nogoom FM نجوم اف ام



ادخل ايميلك ليصلك جديد الأخبار